تتبدد وتتلاشى مزاعم وإدعاءات نظام الملالي بالاهتمام بالجوانب المعيشية والخدمية للشعب الايراني ولاسيما وإنه وبعد مسرحية الانتخابات الهزيلة التي أسفرت عن تنصيب مسعود بزشکيان الدمية الخاصة للملا خامنئي هناك ثمة ضجة بأن الاوضاع ستتغير في ظل بزشکيان وهو ما يبدو مجرد نقر على دف مثقوب، ذلك إنه ومع الاحتجاجات التي تجتاح سائر إيران حيث خرج المواطنون إلى الشوارع للتعبير عن استيائهم من الظلم والفساد المستمر الذي يعانون منه، فإن ما يزعمه ويدعيه النظام بشأن الاهتمام بأوضاع الشعب وتحسينها محض کذب وهراء!
المثير للسخرية إن هذا النظام يتصرف بصورة وکأنه يريد العالم أن يصدق أکاذيبه وتخرصاته السخيفة وهو غارق في أزمة لا قرار لها ويعاني منها الامرين کما إنه يعتقد بأن لا أحد يعلم بمجريات الامور الحالية بعد تنصيب بزشکيان حيث الصراع بين أجنحة النظام المختلفة من أجل السلطة والنفوذ، وکل هذا يجعل الاوضاع أسوء من ذي قبل والازمة تشتد وتتعمق أکثر، وفي ظل هکذا وضع سئ جدا فإنه وفي الأيام والأسابيع الأخيرة، لم يمر يوم تقريبا دون احتجاجات في شوارع المدن، مع ظهور “لا” عامة ضد النظام بأكمله وحكومته المختارة بعناية. وهذا يتناقض بشكل صارخ مع الشعارات الفارغة وحتى الخطاب الذي ألقي في البرلمان، حيث تم الاعتراف بشكل صارخ بأن الإدارة الجديدة تعتزم مواصلة مسار إبراهيم رئيسي والخطة السابعة، التي رفضها الاقتصاديون.
ويشمل هذا المسار نفس قمع الحرية، وكراهية النساء، وسرقة ما تبقى من فتات الخبز من الفقراء. وكان هذا واضحا في الارتفاع الفوري بنسبة 25% في أسعار الخبز وسحب 40 تريليون ريال من صندوق التقاعد المفلس لأداء مسرحيات حكومية خلال الأربعين.
ولأكثر من أسبوعين، نظم الممرضون وموظفو الرعاية الصحية في مدن مختلفة في جميع أنحاء إيران مسيرات احتجاجية، ورددوا شعارات مثل “لن نتوقف حتى نحصل على حقوقنا” و”المسيرات والاعتصامات والإضرابات ستستمر”. باعتبارها واحدة من أكثر شرائح العمل الشاق في المجتمع، تهمل الممرضات من قبل الحكومة، ويتلقين أجورا منخفضة للغاية، وظروف عمل سيئة، وقواعد عمل إضافية قاسية، وظروف قاسية أخرى.
وفي الوقت نفسه، نظم موظفو وعمال قطاع النفط والغاز احتجاجات في مدن مثل أغاجاري ولاون وسيري. ويطالب هؤلاء المحتجون، الذين يعملون في ظروف صعبة للغاية، بتغييرات في عقودهم ووضع أجورهم وتحسين ظروف العمل.
وفي الوقت نفسه، يواصل المتقاعدون من مختلف القطاعات، بما في ذلك الاتصالات السلكية والصلب والقطاع العام، تنظيم الاحتجاجات في عشرات المدن في مختلف أيام الأسبوع. بعد قضاء حياة في خدمة بلدهم، يواجه المتقاعدون معاشات تقاعدية منخفضة للغاية لا يمكنها تغطية احتياجاتهم الأساسية.
وبعد کل هذا فإنه من المثير للسخرية والى أبعد حد إن هذا النظام لايزال يدعي ويزعم کذبا وزيفا بأنه يعمل مابوسعه من أجل خدمة الشعب الايراني وتحسين أحواله في الوقت الذي تٶکد کل الادلة والمٶشرات إن قادة النظام ومسٶوليه منشغلون بعمليات النهب وسرقة أموال الشعب وخيراته.